كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


تنبيه‏:‏ لهذا الحديث قصة وهي ما خرجه السهيلي والحاكم بإسناد فيه ضعفاء إلى أبي سعيد الخدري مر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بظبية مربوطة إلى خباء فقالت‏:‏ يا رسول اللّه حلني حتى أذهب فأرضع خشفي ثم أرجع فتربطني فقال صيد قوم وربطه قوم ثم أخذ عليها فحلفت فحلها فلم تمكث إلا قليلاً حتى رجعت وقد نفضت ضرعها فربطها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثم جاء صاحبها فاستوهبها منه فوهبها له يعني فأطلقها ثم قال‏:‏ لو يعلم البهائم إلخ‏.‏

- ‏(‏هب‏)‏ وكذا القضاعي ‏(‏عن أم صبية‏)‏ بضم الصاد وفتح الموحدة وتشديد المثناة بضبط المصنف وتقدم لذلك ابن رسلان وابن حجر وهي الجهينة والصحابية واسمها خولة بنت قيس على الأصح وفيه عبد اللّه بن سلمة بن أسلم ضعفه الدارقطني ورواه الديلمي عن أبي سعيد‏.‏

7434 - ‏(‏لو تعلم المرأة حق زوجها‏)‏ لفظ رواية الطبراني ما حق الزوج ‏(‏لم تقعد‏)‏ أي تقف ‏(‏ما حضر غداؤه وعشاؤه‏)‏ أي مدة دوام حضوره ‏(‏حتى يفرغ منه‏)‏ لما له عليها من الحقوق وإذا كان هذا في حق نعمة الزوج وهي في الحقيقة من اللّه تعالى فكيف بمن ترك شكر نعمة اللّه‏.‏

- ‏(‏طب عن معاذ‏)‏ بن جبل قال الهيثمي‏:‏ وفيه عبيدة بن سليمان الأغر لم أعرف لأبيه من معاذ سماعاً وبقية رجاله ثقات‏.‏

7435 - ‏(‏لو تعلمون قدر رحمة اللّه لاتكلتم عليها‏)‏ زاد أبو الشيخ ‏[‏ابن حبان‏]‏ والديلمي في روايتيهما وما علمتم إلى قليلاً ولو تعلمون قدر غضب اللّه لظننتم أن لا تنجوا اهـ‏.‏ قال حجة الإسلام‏:‏ حدث عن سعة رحمة اللّه ولا حرج ومن ذا الذي يعرف غايتها أو يحسن وصفها فإنه الذي يهب كفر سبعين سنة بإيمان ساعة ألا ترى إلى سحرة فرعون الذين جاؤوا لحربه وحلفوا بعزة عدوه كيف قبلهم حين آمنوا ووهب لهم جميع ما سلف ثم جعلهم رؤوس الشهداء في الجنة‏؟‏ فهذا مع من وحده ساعة بعد كل ذلك الكفر والضلال والفساد فكيف حال من أفنى في توحيده عمره‏؟‏ أما ترى أن أصحاب الكهف وما كانوا عليه من الكفر طول أعمارهم إلى أن قالوا‏:‏ ‏{‏ربنا رب السماوات والأرض‏}‏ كيف قبلهم وكرمهم وأعظم لهم الحرمة وألبسهم المهابة والخشية حيث يقول‏:‏ ‏{‏لو اطلعت عليهم لوليت منهم فراراً ولملئت منهم رعباً‏}‏ بل كيف أكرم كلباً تبعهم حتى ذكره في كتابه مرات ثم جعله معهم في الجنة، هذا فضله مع كلب خطا خطوات مع قوم عرفوه ووحدوه أياماً من غير عبادة فكيف مع عبده المؤمن الذي خدمه ووحده وعبده سبعين سنة‏؟‏

- ‏(‏البزار‏)‏ في مسنده ‏(‏عن أبي سعيد‏)‏ الخدري قال الهيثمي‏:‏ إسناده حسن‏.‏

7436 - ‏(‏لو تعلمون ما أعلم‏)‏ أي من عظم انتقام اللّه من أهل الجرائم وأهوال القيامة وأحوالها ما علمته لما ضحكتم أصلاً المعبر عنه بقوله ‏(‏لضحكتم قليلاً‏)‏ إذ القليل بمعنى العديم على ما يقتضيه السياق لأن لو حرف امتناع لامتناع وقيل معناه لو تعلمون ما أعلم مما أعد في الجنة من النعيم وما حفت به من الحجب لسهل عليكم ما كلفتم به ثم إذا تأملتم ما وراء ذلك ‏[‏ص 316‏]‏ من الأمور الخطرات وانكشاف المعظمات يوم العرض على فاطر السماوات لاشتد خوفكم ‏(‏ولبكيتم كثيراً‏)‏ فالمعنى مع البكاء لامتناع علمكم بالذي أعلم وقدم الضحك لكونه من المسرة وفيه من أنواع البديع مقابلة الضحك بالبكاء والقلة بالكثرة ومطابقة كل منهما بالآخر، قيل الخطاب إن كان للكفار فليس لهم ما يوجب ضحكاً أصلاً أو للمؤمنين فعاقبتهم الجنة وإن دخلوا النار فما يوجب البكاء فالجواب أن الخطاب المؤمن لكن خرج الخبر في مقام ترجيح الخوف على الرجاء‏.‏

- ‏(‏حم ق ت ن ه عن أنس‏)‏ قال‏:‏ خطب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خطبة ما سممعت بمثلها قط ثم ذكره وجاء في رواية أن تلك كانت خطبة الكسوف‏.‏

7437 - ‏(‏لو تعلمون ما أعلم‏)‏ أي لو دام علمكم كما دام علمي لأن علمه متواصل بخلاف غيره ‏(‏لضحكتم قليلاً‏)‏ أي لتركتم الضحك ولم يقع منكم إلا نادراً ‏(‏ولبكيتم كثيراً‏)‏ لغلبة الحزن واستيلاء الخوف واستحكام الوجل ‏(‏ولما ساغ لكم الطعام ولا الشراب‏)‏ تمامه عند الحاكم ولما نمتم على الفرش ولهجرتم النساء ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون وتبكون ولوددت أن اللّه خلقني شجرة تعضد اهـ‏.‏ وما أدري لأي معنى اقتصر المصنف على بعضه وحكى ابن بطال عن المهلب أن سبب الحديث ما كان عليه الأنصار من محبة اللهو والغناء وأطال في تقريره يلا طائل ومن أين له أن المخاطب به الأنصار دون غيرهم والقصة كانت قبل موت المصطفى صلى اللّه عليه وسلم حيث امتلأت المدينة بأهل مكة والوفود وقد أطنب ابن المنير في الرد والتشنيع عليه وفيه ترجيح التخويف في الخطبة على التوسع بالترخيص لما في ذكر الرخص من ملاءمة النفوس لما جبلت عليه من الشهوة والطبيب الحاذق يقابل العلة بضدها لا بما يزيدها‏.‏

- ‏(‏ك‏)‏ في الأهوال من حديث يوسف بن خباب عن مجاهد ‏(‏عن أبي ذر‏)‏ وقال الحاكم‏:‏ على شرطهما وتعقبه الذهبي قلت‏:‏ بل هو منقطع ثم يوسف رافضي اهـ‏.‏ ورواه عنه أيضاً ابن عساكر بالزيادة المذكورة‏.‏

7438 - ‏(‏لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً ولخرجتم إلى الصعدات‏)‏ بضمتين جمع صعيد كطريق وزناً ومعنى ‏(‏تجأرون‏)‏ ترفعون أصواتكم بالاستغاثة ‏(‏لا تدرون تنجون أو لا تنجون‏)‏ بين به أنه ينبغي كون خوف المرء أكثر من رجائه سيما عند غلبة المعاصي واشتهارها ولهذا كان ابن أبي ميسرة إذا أوى إلى فراشه يقول‏:‏ ليت أمي لم تلدني فتقول له أمه‏:‏ إن اللّه أحسن إليك هداك إلى الإسلام فيقول‏:‏ أجل لكنه بين اللّه لنا أنا واردوا جهنم ولم يبين أن صادرون وقال فرقد السنجي‏:‏ دخل بيت المقدس خمس مئة عذراء لابسين الصوف والمسوح فذكرن ثواب اللّه وعقابه فمتن جميعاً في يوم واحد وفيه زجر عن كثرة الضحك وحث على كثرة البكاء والتحقيق بما سيصير المرء إليه من الموت والفناء‏.‏

فائدة‏:‏ أخرج الطبراني عن الفرزدق قال‏:‏ لقيت أبا هريرة بالشام فقال‏:‏ أنت الفرزدق قلت‏:‏ نعم قال‏:‏ أنت الشاعر قلت‏:‏ نعم قال‏:‏ أما إنك إن بقيت لقيت قوماً يقولون لا توبة لك فإياك أن تقطع رجاءك من رحمة اللّه‏.‏

- ‏(‏طب ك‏)‏ في الرقاق ‏(‏هب‏)‏ كلهم ‏(‏عن أبي الدرداء‏)‏ قال الحاكم‏:‏ صحيح وأقره الذهبي وقال الهيثمي‏:‏ رواه الطبراني عن طريق ابنة أبي الدرداء عن أبيها ولم أعرفها وبقية أصحابه رجال الصحيح‏.‏

7439 - ‏(‏لو تعلمون ما أعلم‏)‏ من الأحوال والأهوال مما يؤول إليه حالكم ‏(‏لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً‏)‏ حث ‏[‏ص 317‏]‏ وتحريض على البكاء وترك الضحك فإن البكاء ثمرة حياة القلب ‏(‏يظهر النفاق وترتفع الأمانة وتقبض الرحمة ويتهم الأمين ويؤتمن غير الأمين أناخ بكم الشرف‏)‏ بالفاء وقيل بالقاف ‏(‏الجون الفتن كأمثال الليل المظلم‏)‏ شبه الفتن في اتصالها وامتداد أوقاتها بالنوق المسنمة السود كذا روي بسكون الواو وهو جمع قليل في جمع فاعل وروي الشرق بالقاف يعني الفتن التي تأتي من جهة المشرق والجود من الألوان يقع على الأسود والأبيض والمراد هنا الأسود بقرينة التشبيه بالليل‏.‏

- ‏(‏ك‏)‏ في الأهوال ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ قال الحاكم‏:‏ صحيح وأقره الذهبي‏.‏

7440 - ‏(‏لو تعلمون ما ادخر لكم ما حزنتم على ما زوي عنكم‏)‏ تمامه عند مخرجه أحمد ولتفتحن عليكم فارس والروم اهـ‏.‏ وذلك لأنه تعالى خلق الخلق لبقاء لا فناء معه وعز لا ذل معه وأمن لا خوف معه وغناء لا فقر معه ولذة لا ألم معها وكمال لا نقص فيه وامتحنه في هذه الدار ببقاء يسرع إليه الفناء وعز يقارنه ذل وأمن معه خوف وغنى ولذة وفرحة ونعيم مشوب بضده وهو سريع الزوال فغلظ أكثر الناس في هذا المقام إذ طلبوا البقاء وما معه في غير محله ففاتهم في محله وأكثرهم لمن يظفر بما طلبه والظافر إنما ظفر بمتاع قليل زواله قريب فكيف يحزن العاقل على الفائت منه‏.‏

- ‏(‏حم عن العرباض‏)‏ بن سارية قال‏:‏ كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يخرج إلينا في الصفة وعلينا الحوتكية ويقول لنا ذلك‏.‏ قال الهيثمي‏:‏ ورجاله وثقوا اهـ‏.‏ ومن ثم رمز المصنف لصحته‏.‏

7441 - ‏(‏لو تعلمون ما لكم عند اللّه من الخير‏)‏ يا أهل الصفة ‏(‏لأحببتم أن تزدادوا فاقة وحاجة‏)‏ قاله لأهل الصفة لما رأى خصاصتهم وفقرهم قال بعض العارفين‏:‏ ينبغي للعاقل أن يحمد اللّه على ما زوى عنه من الدنيا كما يحمده على ما أعطاه وأين يقع ما أعطاه والحساب يأتي عليه إلى ما عافاه ولم يبتله به فيشغل قلبه ويتعب جوارحه ويكثر همه وفي الحديث وما قبله وبعده إشعار بأن إفشاء سر الربوبية قبيح إذ لو جاز إفشاء كل سر لذكر لهم ما ادخر لهم ولذكرهم حتى يبكون ولا يضحكون وفيه تفضيل الفقر على الغنى قالوا‏:‏ بشر الفقراء الصابرين بما لم يبشر به الأغنياء المؤمنين وكفى به فضلاً‏.‏

- ‏(‏ت عن فضالة بن عبيد‏)‏ قال‏:‏ كان النبي صلى اللّه عليه وسلم إذا صلى بالناس خرَّ رجال من قامتهم في الصلاة من الخصاصة أي الجوع وهم أصحاب الصفة حتى يقول الأعراب هؤلاء مجانين فإذا صلى انصرف إليهم فقال‏:‏ لو تعلمون إلخ‏.‏ قال الترمذي‏:‏ حسن صحيح‏.‏

7442 - ‏(‏لو تعلمون من الدنيا ما أعلم لاستراحت أنفسكم منها‏)‏ فإن الرسل إنما بعثوا بالدعوة إلى النعيم المقيم والملك الكبير والإعلام بحقارة الدنيا وسرعة زوالها فمن أجابهم إلى ما دعوا إليه استراحت نفسه بالزهد فيها فكان عيشه فيها أطيب من عيش الملوك إذ الزهد فيها ملك حاضر والشيطان يحسد المؤمن عليه أعظم حسد فيحرص كل الحرص على أن لا يصل إليه‏.‏

- ‏(‏هب عن عروة‏)‏ بن الزبير ‏(‏مرسلاً‏)‏ وفيه موسى بن عبيدة أي الربذي قال الذهبي‏:‏ ضعفوه وقال أحمد‏:‏ لا تحل الرواية عنه وعبد اللّه بن عبيدة وثقه قوم وضعفه آخرون‏.‏

7443 - ‏(‏لو تعلمون ما في المسألة ما مشى أحد إلى أحد يسأله شيئاً‏)‏ لأن الأصل في سؤال الخلق كونه ممنوعاً وإنما أبيح ‏[‏ص 318‏]‏ للحاجة فإن السؤال للمخلوق ذل للسائل وهو ظلم من العبد لنفسه وفيه إيذاء المسؤول وهو من جنس ظلم العباد وفيه خضوع العبد لغير اللّه وهو من جنس الشرك ففيه أجناس الظلم الثلاثة الظلم المتعلق بحق اللّه وظلم العباد وظلم العبد نفسه ومن له أدنى بصيرة لا يقدم على مجامع الظلم وأصوله بغير الاضطرار‏.‏

- ‏(‏د عن عائذ بن عمرو‏)‏ المزني بايع تحت الشجرة كان صالحاً تأخر موته رمز المصنف لحسنه‏.‏

7444 - ‏(‏لو تعلمون ما في الصف الأول‏)‏ وهو الذي يلي الإمام أي ما ادَّخر لأهله من الثواب الجزيل ‏(‏ما كانت إلا قرعة‏)‏ أي لتنازعتم في التقدم إليه والاستثار به حتى تقترعوا ويتقدم إليه من خرجت له القرعة لما فيه من الفضائل كالسبق لدخول المسجد والقرب من الإمام واستماع قراءته والتعلم منه والفتح عليه والتبليغ عنه والصف المقدم يتناول الصف الثاني بالنسبة للثالث فإنه يتقدم عليه والثالث بالنسبة للرابع وهلم جرا‏.‏

- ‏(‏م ه عن أبي هريرة‏)‏‏.‏

7445 - ‏(‏لو تعلمون ما أنتم لاقون بعد الموت‏)‏ من الأهوال والشدائد ‏(‏ما أكلتم طعاماً على شهوة أبداً ولا شربتم شراباً على شهوة أبداً ولا دخلتم بيتاً تستظلون به‏)‏ لأن العبد إما محاسب فهو معاقب وإما معاتب والعتاب أشد من ضرب الرقاب فإذا نظر العاقل إلى تقصيره في حق ربه الذي رادف عليه إنعامه في كل طرفة عين وأنه مع ذلك يستره ويسامحه ذاب كما يذوب الملح وفي بعض الكتب القديمة قال داود‏:‏ يا رب أخبرني ما أدنى نعمتك عليَّ قال‏:‏ تنفس فتنفس فقال‏:‏ هذا أدناها وعبد اللّه عابد خمسين عاماً فأوحى إليه قد غفرت لك قال‏:‏ يا رب أنا لم أذنب فأمر اللّه عرقاً فضرب عليه فلم يصم ولم يصل فسكن فنام فأوحى اللّه إليه أعبادتك الخمسين سنة تعدل سكون العرق وفي أبي داود عن الحبر مرفوعاً إن اللّه لو عذب أهل سماواته لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم كانت رحمته خيراً لهم من أعمالهم ‏(‏ولمررتم على الصعدات‏)‏ جمع صعدة بضمتين وهو جمع صعيد وهو وجه الأرض وقيل التراب ولا معنى له هنا والمراد لخرجتم من منازلكم إلى الصحراء ‏(‏تلدمون‏)‏ تضربون ‏(‏صدوركم‏)‏ حيرة وإشفاقاً وشأن المحزون أن يضيق به المنزل فيطلب الفضاء الخالي يشكون بثهم ودهشة لبهم ‏(‏وتبكون على أنفسكم‏)‏ خوفاً من عظيم سطوة اللّه وشدة انتقامه ‏{‏فليحذر الذين يخالفون عن أمره‏}‏ ولهذا ما طعن عمر وقرب موته كان رأسه على فخذ ابنه فقال‏:‏ ضعه على الأرض فقال‏:‏ ما عليك إن كان على فخذي أو على الأرض فقال‏:‏ ضعه ويلي إن لم يرحمني فقال ابن عباس‏:‏ يا أمير المؤمنين ما هذا الخوف قد فتح اللّه بك الفتوح ومصر بك الأمصار وفعل وفعل قال‏:‏ وددت أن أنجو لا عليَّ ولا لي وقال أحمد بن حنبل‏:‏ منعني الخوف من الطعام والشراب فلا أشتهيه‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في تاريخه ‏(‏عن أبي الدرداء‏)‏‏.‏

7446 - ‏(‏لو جاء العسر فدخل هذا الحجر‏)‏ بتقديم الجيم المضمومة على الحاء المهملة والجحر بيت الضب واليربوع والحية ‏(‏لجاء اليسر فدخل عليه فأخرجه‏)‏ قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا‏}‏ ولن يغلب عسر يسرين وفي شعب الإيمان أن أبا عبيدة حصر فكتب إليه عمر مهما ينزل بامرئ من شدة يجعل اللّه بعدها فرجاً وإنه لن يغلب عسر يسرين‏.‏

- ‏(‏ك عن أنس‏)‏ بن مالك ورواه عنه أيضاً البيهقي باللفظ المذكور‏.‏

‏[‏ص 319‏]‏ 7447 - ‏(‏لو خشع قلب هذا‏)‏ الرجل الذي يصلي وهو يعبث في صلاته أي أخبت واطمأن ومنه الخشعة للرملة المتطامنة والخشوع اللين والانقياد ومنه خشعت بقولها إذا لينته ذكره الزمخشري ‏(‏خشعت جوارحه‏)‏ لأن الرعية بحكم الراعي وقد جعل اللّه بين الأجساد والأرواح رابطة ربانية وعلاقة روحانية فلكل منهما ارتباط بصاحبه وتعلق به يتأثر بتأثره فإذا خشع القلب أثر ذلك في الجوارح فخشعت وصفت الروح وزكت النفس وإذا أخلص القلب بالطاعة استعمل الجوارح في مصالحه قال الحرالي‏:‏ والخشوع سكون القلب وهدوء الجوارح وبه يحصل حسن السمت والتودد في الأمور واستخلاف اللّه عبده في مال الدنيا وجاهها اهـ‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ الخشوع إعلام القلب أن العبد واقف بين يدي الرب فيسكن الباطن وعند ذلك من ملاحظة الأغيار والظاهر عن غير ما أمر به من الأفعال والأذكار‏.‏

تنبيه‏:‏ هذا الحديث يفيد عدم اشتراط الخشوع لصحة الصلاة لأنه لم يأمره بالإعادة بل نبه على أن التلبس به من مكملات الصلاة فيكون مندوباً وقد حكى النووي الإجماع على عدم وجوبه لكن في شرح التقريب أن فيه نظراً إذ في كلام غير واحد ما يقتضي وجوبه‏.‏

- ‏(‏الحكيم‏)‏ الترمذي في النوادر عن صالح بن محمد عن سليمان بن عمر عن ابن عجلان عن المقبري ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ قال‏:‏ رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم رجلاً يعبث بلحيته في الصلاة فذكره قال الزين العراقي في شرح الترمذي‏:‏ وسليمان بن عمر وهو أبو داود النخعي متفق على ضعفه وإنما يعرف هذا عن ابن المسيب وقال في المغني‏:‏ سنده ضعيف والمعروف أنه من قول سعيد ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه وفيه رجل لم يسم وقال ولده‏:‏ فيه سليمان بن عمرو مجمع على ضعفه وقال الزيلعي‏:‏ قال ابن عدي‏:‏ أجمعوا على أنه يضع الحديث‏.‏

7448 - ‏(‏لو خفتم اللّه حق خيفته لعلمتم العلم الذي لا جهل معه‏)‏ لأن من نظر إلى صفات الجلال تلاشى عنده الخوف من غيره بكل حال وأشرق نور اليقين على فؤاده فتجلت له العلوم وانكشف له السر المكتوم ‏{‏ومن يتق اللّه يجعل له مخرجاً‏}‏، ‏{‏إن تتقوا اللّه يجعل لكم فرقاناً‏}‏ قال الشاذلي‏:‏ نمت ليلة في سياحتي فأطافت بي السباع إلى الصبح فما وجدت أنساً كتلك الليلة فأصبحت فخطر لي أنه حصل لي من مقام الأنس باللّه فهبطت وادياً فيه طيور حجل فأحست بي فطارت فخفق قلبي رعباً فنوديت يا من كان البارحة يأنس بالسباع ما لك وجلت من خفقان الحجل لكنك البارحة كنت بنا واليوم بنفسك اهـ‏.‏ وفي تاريخ ابن عساكر عن الرقي أنه قصد أبا الخير الأقطع مسلماً فصلى المغرب ولم يقرأ الفاتحة مستوياً فقال في نفسه ضاع سفري فلما سلم خرج فقصده سبع فخرج الأقطع خلفه وصاح على الأسد ألم أقل لك لا تتعرض لأضيافي فتنحى ثم قال‏:‏ اشتغلتم بتقويم الظاهر فخفتم الأسد واسشتغلنا بتقوى القلب فخافنا الأسد ومن هذا القبيل ما حكى أن سفينة مرت في البحر فأرسوا على جزيرة فوجدوا فيها أمة سوداء تصلي ولا تحسن قراءة الفاتحة على وجهها وتخلط فيها ولا تحسن الركوع والسجود ولا عدد الركعات فقالوا لها‏:‏ ما هو كذا افعلي كذا وكذا ثم سارت السفينة عنها بعيداً فإذا هم بها تجري على وجه الماء وتقول‏:‏ قفوا علموني فإني نسيت فبكوا وقالوا‏:‏ ارجعي وافعلي ما كنت تفعلين ‏(‏ولو عرفتم اللّه حق معرفته‏)‏ قال الحكيم‏:‏ حق المعرفة أن يعرفه بصفاته العليا وبأسمائه الحسنى معرفة يستنير قلبه بها فلو عرفتموه كذلك ‏(‏لزالت لدعائكم‏)‏ وفي رواية بدعائكم بالموحدة ‏(‏الجبال‏)‏ لكنكم وإن عرفتموه لم تعرفوه حق معرفته فلم تنظروا إلى صنعه وحكمه وتدبيره فلم تكونوا من أهل هذه المرتبة ومن عرفه حق معرفته ماتت منه شهوة الدنيا والشبح بها وحب الرئاسة والثناء والحمد من الناس وزالت الحجب عن قلبه فأبصر ربه بعين قلبه ولبه ولم يخدعه غرور ولا خيال فزالت لدعائه الجبال فعلماء الظاهر عرفوا اللّه لكن لم ينالوا حق ‏[‏ص 320‏]‏ المعرفة فلذلك عجزوا عن هذه المرتبة ومنعوا أن يكون لهم هذا بل ودونه بل ودونه كالمشي على الماء والطيران في الهواء وطئ الأرض لأحد ولو عرفوه حق المعرفة لماتت منهم شهوات الدنيا وحب الرئاسة والجاه والشح على الدنيا والتنافس في أحوالها وطلب العز وحب الثناء والمحمدة، ترى أحدهم مصغياً لما يقول الناس له وفيه وعينه شاخصة إلى ما ينظر الناس إليه منه وقد عميت عيناه عن النظر إلى صنع اللّه وتدبيره فإنه تعالى كل يوم هو في شأن‏.‏

- ‏(‏الحكيم‏)‏ الترمذي ‏(‏عن معاذ بن جبل‏)‏‏.‏

7449 - ‏(‏لو دعا لك إسرافيل وجبريل وميكائيل وحملة العرش وأنا فيهم ما تزوجت إلا المرأة التي كتبت لك‏)‏ أي قدر في الأزل أن تتزوجها وهذا قاله لمن قال‏:‏ يا رسول اللّه ادع اللّه أن أتزوج فلانة‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في تاريخه ‏(‏عن محمد‏)‏ السعدي‏.‏

7450 - ‏(‏لو دعا بهذا الدعاء على شيء بين المشرق والمغرب في ساعة من يوم الجمعة لاستجيب لصاحبه‏)‏ والدعاء المذكور هو ‏(‏لا إله إلا أنت يا حنان يا منان يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام‏)‏ ويعقبه بذكر حاجته‏.‏

- ‏(‏خط عن جابر‏)‏ بن عبد اللّه‏.‏

7451 - ‏(‏لو رأيت الأجل ومسيره أبغضت الأمل وغروره‏)‏ زاد ابن لال والديلمي في روايتيهما وما من أهل بيت إلا وملك الموت يتعاهدهم في كل يوم فمن وجده قد انقضى أجله قبض روحه وإذا بكى أهله وجزعوا قال‏:‏ لم تبكون ولم تجزعون‏؟‏ فواللّه ما نقصت له عمراً ولا حبست له رزقاً ما لي من ذنب وإن لي فيكم لعودة ثم عودة حتى لا أبقي منكم أحداً اهـ بحروفه‏.‏ وإنما كان الأمل غراراً لأنه يبعث على التكاسل والتواني في الطاعة والتسويف بالتوبة فيقول سوف أعمل سوف أتوب وفي الأيام سعة والتوبة بين يدي وأنا قادر عليها متى رمتها وربما اغتاله الحمام على الإصرار فاختطفه الأجل قبل إصلاح العمل‏.‏

- ‏(‏هب عن أنس‏)‏ بن مالك ثم قال البيهقي‏:‏ قال أبو بكر يعني ابن خزيمة‏:‏ لم أكتب عن هذا الرجل يعني أحمد بن يحيى المعدل غير هذا الحديث‏.‏

7452 - ‏(‏لو رجمت أحداً بغير بينة لرجمت هذه‏)‏ قاله لامرأة رميت بالزنا وظهرت الريبة في منطقها وهيئتها ومن يدخل عليها وأبهمها ستراً عليها، فأفاد أن الحد ‏[‏في الأصل‏:‏ ‏"‏الحل‏"‏، ولا يناسب المعنى، فلعله من خطأ النساخ، وذكرنا الأصل هنا لأمانة النقل‏.‏ لا يثبت بالاستفاضة‏]‏، ‏[‏وإنما يثبت بما نص عليه الشرع من الشهود‏.‏ والأمر كذلك في جميع الأمور، فليتنبه من يستبيح لنفسه أعراض المسلمين، لا سيما علماءهم وحكامهم، فيفسقهم ويكفرهم من غير بينة يقبلها الشرع، ويتذرع أن تهمتهم قد استفاضت‏.‏ دار الحديث‏]‏ وإن قويت الريبة وشاعت الفاحشة وقامت القرائن‏.‏

- ‏(‏ق عن ابن عباس‏)‏‏.‏

7453 - ‏(‏لو عاش إبراهيم‏)‏ بن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم الذي رزقه من مارية القبطية ‏(‏لكان صديقاً نبياً‏)‏ قال ابن عبد البر‏:‏ لا أدري ما هذا ولد نوح غير نبي ولو لم يلد النبي الأنبياء كان كل أحد نبياً لأنهم من ولد نوح اهـ‏.‏ واغتر به النووي في ‏[‏ص 321‏]‏ تهذيبه فقال‏:‏ قول بعض المتقدمين لو عاش إبراهيم كان نبياً باطل وجسارة على المغيبات ومجازفة وهجوم على عظيم اهـ‏.‏ وقد تعقبه الحافظ ابن حجر بأنه عجب منه مع وروده عن ثلاثة صحابيين فكأنه لم يظهر له وجه تأويل فأنكره وجوابه أن القضية الشرطية لا يلزم منها الوقوع ولا يظن بالصحابي الهجوم على مثل هذا بالظن‏.‏

- ‏(‏الباوردي عن أنس‏)‏ بن مالك ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في تاريخه ‏(‏عن جابر‏)‏ بن عبد اللّه ‏(‏وعن ابن عباس وعن ابن أبي أوفى‏)‏ وقضية كلام المصنف أن هذا لم يتعرض أحد من الستة لتخريجه وإلا لما عدل إلى هذين وهو عجب فقد رواه ابن ماجه بزيادة ولفظه لو عاش إبراهيم لكان صديقاً نبياً ولو عاش لأعتقت أخواله القبط وما استرق قبطي اهـ بحروفه‏.‏ ورواه أحمد باللفظ الأول قال الهيثمي‏:‏ ورجاله رجال الصحيح‏.‏

7454 - ‏(‏لو عاش إبراهيم ما رقَّ له خال‏)‏ أي لأعتقت أخواله القبطيين جميعاً إكراماً له‏.‏

- ‏(‏ابن سعد‏)‏ في طبقاته ‏(‏عن مكحول مرسلاً‏)‏‏.‏

7455 - ‏(‏لو عاش إبراهيم لوضعت‏)‏ ببنائه للفاعل أو المفعول ‏(‏الجزية عن كل قبطي‏)‏ بكسر القاف نسبة إلى القبط وهم نصارى مصر‏.‏

- ‏(‏قط ابن سعد‏)‏ في الطبقات ‏(‏عن‏)‏ ابن شهاب ‏(‏الزهري‏)‏ بضم الزاي وسكون الهاء نسبة إلى زهرة بن مرة بن كعب بن لؤي ‏(‏مرسلاً‏)‏‏.‏

7456 - ‏(‏لو غفر لكم ما تأتون إلى البهائم‏)‏ بنحو ضرب وعسف وتحميل فوق طاقة ‏(‏لغفر لكم كثيراً‏)‏ أي شيء عظيم من الإثم وفيه التحذير من إيذاء البهائم وعدم تكليف الدابة ما لا تطيقه على الدوام وتجنب الضرب لاسيما الوجه وعلى المقاتل وتعهدهم بالعلف والسقي والتحذير من الغفلة عن ذلك‏.‏

- ‏(‏حم طب عن أبي الدرداء‏)‏ رمز المصنف لحسنه وهو كما قال فقد قال الهيثمي‏:‏ رواه أحمد مرفوعاً ورواه ابنه موقوفاً وإسناده أصح وهو أشبه‏.‏

7457 - ‏(‏لو قُضِيَ كان‏)‏ أي لو قضى اللّه بكون شيء في الأزل لكان لا محالة إذ لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه‏.‏

- ‏(‏قط في الأفراد حل‏)‏ وكذا الخطيب ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك قال‏:‏ خدمت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عشر سنين ما بعثني في حاجة قط لم تتهيأ فلامني لائم إلا قال‏:‏ دعوه لو قضى لكان قال ابن الجوزي في العلل‏:‏ قال الدارقطني‏:‏ تفرد به محمد بن مهاجر عن ابن عيينة ولم يتابع عليه واتفقوا على تضعيف ابن مهاجر وقال ابن حبان‏:‏ كان يضع الحديث‏.‏

‏[‏قال الإمام علي بن أحمد العزيزي الشافعي في السراج المنير‏:‏ ‏"‏لو قُضِيَ‏"‏‏:‏ بالبناء للمفعول‏.‏ انتهى‏.‏

أي بالبناء للمجهول، واللفظ بالألف المقصورة ‏"‏لو قضى‏"‏ في كثير من النسخ الأخرى هو من خطأ النساخ، ولاستعمالهم في عدد من الطبعات القديمة الألف المقصورة مكان الياء، فليتنبه‏.‏ دار الحديث‏]‏

7458 - ‏(‏لو قيل لأهل النار إنكم ماكثون في النار عدد كل حصاة في الدنيا لفرحوا بها ولو قيل لأهل الجنة إنكم ماكثون‏)‏ في الجنة ‏(‏عدد كل حصاة في الدنيا لحزنوا ولكن جعل لهم الأبد‏)‏ نبه به على أن الجنة باقية وكذا النار وقد زلت قدم ابن القيم فذهب إلى فناء النار تمسكاً بمثل خبر البزار عن ابن عمرو موقوفاً يأتي على النار زمان تخفق أبوابها ليس فيها أحد وهذا خلل بين فإن المراد من الموحدين كما بينته رواية ابن عدي عن أنس مرفوعاً ليأتين على جهنم يوم تصفق أبوابها ما فيها من أمة محمد صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم أحد قال الزمخشري عقب إيراده‏:‏ خبر ابن عمرو بلغني عن ‏[‏ص 322‏]‏ بعض أهل الضلال أنه اغتر بهذا الحديث فاعتقد أن الكفار لا يخلدون في النار وهذا إن صح عن ابن عمرو فمعناه يخرجون من حر النار إلى برد الزمهرير وأقول‏:‏ أما كان لابن عمرو في سيفيه ومقاتلته بهما علياً رضي اللّه عنه ما يشغله عن تسيير هذا الحديث‏؟‏ إلى هنا كلام الزمخشري‏.‏

- ‏(‏طب عن ابن مسعود‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه الحكم بن ظهير مجمع على ضعفه‏.‏

7459 - ‏(‏لو كان الإيمان عند الثريا‏)‏ نجم معروف وفي رواية لأبي يعلى والبزار لو كان الإيمان معلقاً بالثريا وفي رواية للطبراني لو كان الدين معلقاً بالثريا ‏(‏لتناوله رجال من فارس‏)‏ وأشار إلى سلمان الفارسي قال ابن عربي‏:‏ وفي تخصيصه ذكر الثريا دون غيرها من الكواكب إشارة بديعة لمثبتي الصفات السبعة لأنها سبعة كواكب، فافهم ‏.‏وقال في معجم البلدان‏:‏ العرب إذا ذكرت المشرق كله قالوا فارس فعنى في الحديث أهل خراسان لأنك إن طلبت مصداق الحديث في فارس لم تجده لا أولاً ولا آخراً وتجد هذه الصفات نفسها في أهل خراسان دخلوا في الإسلام رغبة ومنهم العلماء والنبلاء والمحدثون والمتعبدون وإذا حررت المحدثين من كل بلد وجدت نصفهم من خراسان وجل رواة الرجال منها وأما أهل فارس فكنار خمدت لم يبق لهم بقية بذكر ولا شرف‏.‏

- ‏(‏ق ت عن أبي هريرة‏)‏ قال‏:‏ كنا جلوساً عند النبي صلى اللّه عليه وسلم فأنزلت عليه سورة الجمعة ‏{‏وآخرين منهم لما يلحقوا بهم‏}‏ قال قائل منهم‏:‏ يا رسول اللّه من هم‏؟‏ فلم يراجعه حتى سأل ثلاثاً، وفينا سلمان الفارسي، فوضع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يده على رأسه، ثم ذكره‏.‏ ورواه مسلم بلفظ‏:‏ لو كان الدين عند الثريا لذهب به رجل من فارس‏.‏

7460 - ‏(‏لو كان الحياء رجلاً لكان رجلاً صالحاً‏)‏ قال الطيبي‏:‏ فيه مبالغة أي لو قدر أن الحياء رجل لكان صالحاً فكيف تتركونه وفيه جواز فرض المحال إذا تعلق به نكتة‏.‏

- ‏(‏طس‏)‏ وكذا في الصغير ‏(‏خط‏)‏ كلاهما ‏(‏عن عائشة‏)‏ قال المنذري والهيثمي‏:‏ فيه ابن لهيعة وهو لين وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

7461 - ‏(‏لو كان الصبر رجلاً لكان رجلاً كريماً‏)‏ ومنه أخذ الحسن البصري قوله الصبر كنز من كنوز الخير لا يعطيه اللّه إلا لعبد كريم عنده‏.‏

تنبيه‏:‏ قال الغزالي‏:‏ القتال أبداً قائم بين باعث الدين وباعث الهوى والحرب بينهما سجال ومعركة هذا القتال قلب العبد ومدده باعث الدين من الملائكة الناصرين لحزب اللّه ومدده باعث الشهوة من الشياطين الناصرين لأعداء اللّه فالصبر عبارة عن ثبات باعث الدين في مقابلة باعث الشهوة فإن ثبت حتى قهره واستمر على مخالفة الشهوة فقد نصره حزب اللّه والتحق بالصابرين وإن تخاذل وضعف عن الشهوة ولم يصبر في دفعها التحق بأشياع الشياطين‏.‏

- ‏(‏حل‏)‏ من حديث صبيح بن دينار البلدي عن المعافى بن عمران عن سفيان عن منصور عن مجاهد ‏(‏عن عائشة‏)‏ ثم قال‏:‏ غريب تفرد به المعافى ورواه عنها أيضاً الطبراني باللفظ المزبور قال الزين العراقي‏:‏ وفيه صبيح بن دينار ضعفه العقيلي وغيره‏.‏

7462 - ‏(‏لو كان العجب رجلاً كان رجل سوء‏)‏ فيتعين اجتنابه فإنه مهلك لا سيما للعالم ومن أدويته تذكر أن علمه وفهمه وجودة ذهنه وفصاحته وغير ذلك من النعم فضل من اللّه عليه وأمانة عنده ليرعاها حق رعايتها، وأن العجب بها كفران لنعمتها فيعرضها للزوال لأن معطيه إياها قادر على سلبها منه في طرفة عين كما سلب بلعاماً ما علمه في طرفة عين ‏[‏ص 323‏]‏ ‏{‏أفأمنوا مكر اللّه‏}‏ قال الراغب‏:‏ والعجب ظن الإنسان في نفسه استحقاق منزلة هو غير مستحق لها ولهذا قال أعرابي لرجل رآه معجباً بنفسه‏:‏ سرني أن أكون عند الناس مثلك في نفسك وأكون في نفسي مثلك عند الناس فتمنى حقيقة ما يقرره المخاطب ورأى أن ذلك إنما يتم حسنه متى هو عرف عيوب نفسه وقيل للحسن‏:‏ من شر الناس‏؟‏ قال‏:‏ من يرى أنه أفضلهم وقال بعضهم‏:‏ الكاذب في نهاية البعد من الفضل والمرائي أسوأ حالاً منه لأنه يكذب بفعله وفوله والمعجب أسوأ حالاً منهما فإنهما يريان نقص أنفسهما ويريدان إخفاء والمعجب عمي عن مساوئ نفسه فيراها محاسن ويبديها والسفيه يقرب من المعجب لكن المعجب يصدق نفسه فيما يظن بها وهما والتائه يصدقها قطعاً كأنه متحير في نفسه‏.‏

- ‏(‏طص عن عائشة‏)‏ وفيه عبد الرحمن بن معاوية أورده الذهبي في الضعفاء وقال‏:‏ قال مالك‏:‏ ليس بثقة، وابن معين وغيره‏:‏ لا يحتج به‏.‏

7463 - ‏(‏لو كان العسر في جحر لدخل عليه اليسر حتى يخرجه‏)‏ تمامه عند مخرجه الطبراني ثم قرأ ‏{‏إن مع العسر يسرا‏}‏‏.‏

- ‏(‏طب عن ابن مسعود‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه مالك النخعي وهو ضعيف‏.‏

7464 - ‏(‏لو كان العلم معلقاً بالثريا لتناوله قوم من أبناء فارس‏)‏ فيه كالذي قبله فضيلة لهم وتنبيه على علو هممهم قال ابن تيمية‏:‏ وقد بين بهذا الحديث ونحوه أن العبرة بالأسماء إلى حمدها اللّه تعالى وذمها كالعالم والجاهل والمؤمن والكافر والبر والفاجر وقد جاء الكتاب بمدح بعض الأعاجم قال تعالى‏:‏ ‏{‏ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين وآخرين منهم لما يلحقوا بهم‏}‏ وفي الترمذي عن أبي هريرة مرفوعاً في قوله تعالى ‏{‏وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم‏}‏ أنهم من أبناء فارس ورويت آثار كثيرة في فضائل رجال فارس كالحسن وابن سيرين وعكرمة إلى أن وجد معهم من المبرزين في الدين والعلم حتى صاروا أفضل في ذلك من كثير من العرب والفضل الحقيقي هو اتباع ما بعث اللّه به محمداً من الإيمان والعلم فكل من كان فيه أمكن كان أفضل‏.‏

- ‏(‏حل عن أبي هريرة ـ الشيرازي في الألقاب عن قيس بن سعد‏)‏ ظاهر صنيع المصنف أنه لا يوجد مخرجاً لأشهر من أبي نعيم ولا أحق بالعزو إليه والأمر بخلافه فقد رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة بلفظ لو كان العلم معلقاً بالثريا لتناوله ناس من أولاد فارس قال الهيثمي‏:‏ فيه شهر بن حوشب وثقه جمع وبقية رجاله رجال الصحيح ورواه الشيخان عن أبي هريرة بلفظ لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء وأشار لفارس‏.‏

7465 - ‏(‏لو كان الفحش خلقاً لكان شر خلق اللّه‏)‏ وقد اتفقت الحكماء على تقبيح الفحش والنطق به ووقع للحكيم نصير الدين الطوسي أن إنساناً كتب إليه ورقة فيها يا كلب يا ابن الكلب فكان جوابه أما قولك كذا فليس بصحيح لأن الكلب من ذوات الأربع وهو نابح طويل الأظفار وأنا منتصب القامة بادي البشرة عريض الأظفار وناطق ضاحك فهذه فصول وخواص غير تلك الفصول والخواص وأطال في نفض كل ما قاله برطوبة وحشمة وتأن غير منزعج ولم يقل في الجواب كلمة فاحشة‏.‏

- ‏(‏ابن أبي الدنيا‏)‏ أبو بكر ‏(‏في‏)‏ كتاب فضل ‏(‏الصمت‏)‏ أي السكوت ‏(‏عن عائشة‏)‏ وفيه عبد الجبار بن الورد قال البخاري‏:‏ يخالف في بعض حديثه قال في الميزان‏:‏ وهو أخو وهيب بن الورد وثقة أبو حاتم ورواه عنهما أيضاً الطبراني والطيالسي واليشكري وغيرهم فاقتصار المصنف على عزوه لابن أبي الدنيا تقصير‏.‏

‏[‏ص 324‏]‏ 7466 - ‏(‏لو كان القرآن في إهاب ما أكلته النار‏)‏ وفي رواية ما مسته النار أي لو صور القرآن وجعل في إهاب وألقي في النار ما مسته ولا أحرقته ببركته فكيف بالمؤمن المواظب لقراءته ولتلاوته واللام في النار للجنس والأولى جعلها للعهد والمراد بها نار جهنم أو النار التي تطلع على الأفئدة أو النار التي وقودها الناس والحجارة ذكره القاضي وقيل هذا كان معجزة للقرآن في زمنه كما تكون الآيات في عصر الأنبياء وقيل المعنى من علمه اللّه القرآن لم تحرقه نار الآخرة فجعل جسم حافظ القرآن كإهاب له وقال التوربشتي‏:‏ إنما ضرب المثل بالإهاب وهو جلد لم يدبغ لأن الفساد إليه أسرع ولفح النار فيه أنفذ ليبسه وجفافه بخلاف المدبوغ للينه والمعنى لو قدر أن يكون في إهاب ما مسته النار ببركة مجاورته للقرآن فكيف بمؤمن تولى حفظه والمواظبة عليه والمراد نار اللّه الموقدة المميزة بين الحق والباطل قال الطيبي‏:‏ وتحريره أن التمثيل وارد على المبالغة والفرض كما في قوله ‏{‏قل لو كان البحر مداداً‏}‏ أي ينبغي ويحق أن القرآن لو كان في مثل هذا الشيء الحقير الذي لا يؤبه به ويلقى في النار ما مسته فكيف بالمؤمن الذي هو أكرم خلق اللّه وقد وعاه في صدره وتفكر في معانيه وعمل بما فيه كيف تمسه فضلاً عن أن تحرقه وقال الحكيم‏:‏ القرآن كلام اللّه ليس بجسم ولا عرض فلا يحل بمحل وإنما يحل في الصحف والإهاب المداد الذي تصور به الحروف المحكى بها القرآن فالإهاب المكتوبة فيه إن مسته النار فإنما تمس الإهاب والمداد دون المكتوب الذي هو القرآن لو جاز حلول القرآن في محل ثم حل الإهاب لم تمس الإهاب النار وفائدة الخبر حفظ مواضع الشكوك من الناس عند احتراق مصحف وما كتب فيها قرآن فيستعظمون إحراقه ويدخلهم الشك ويمكن رجوع معناه إلى النار الكبرى لتعريفه إياها بأل كأن يقول لو كان القرآن في إهاب لم تمس نار جهنم ذلك الإهاب يعني الإهاب الذي لا خطر له ولا قيمة إن جعل فيه القرآن بمعنى الكتابة والإهاب موات لا يعرف ما فيه لم تمسه نار جهنم إجلالاً له فكيف تمس النار مؤمناً هو أجل قدراً عند اللّه من الدنيا وما فيها وقد يكون ذكر الإهاب للتمثيل أي أن الإهاب وهو جلد إذا لم تحرقه النار لحرمة القرآن والمؤمن إذا لم تطهره التوبة من الأرجاس لم تدبغه الرياضة ولا أصلحته السياسة فيرد على اللّه بأخلاق البشرية وأدناس الإنسانية‏.‏

- ‏(‏طب عن عقبة بن عامر‏)‏ الجهني ‏(‏وعن عصمة بن مالك‏)‏ معاً قال الهيثمي‏:‏ فيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك اهـ‏.‏ وقضية تصرف المصنف أنه لم يخرجه أشهر ولا أعلى من الطبراني وكأنه ذهول فقد خرجه الإمام أحمد عن عقبة ورواه عن عقبة أيضاً الدارمي‏.‏ قال الحافظ العراقي‏:‏ وفيه ابن لهيعة وابن عدي والبيهقي في الشعب عن عصمة المذكور وابن عدي عن سهل بن سعد‏.‏ قال العراقي‏:‏ وسنده ضعيف وقال ابن القطان‏:‏ فيه من كان يلقن وقال الصدر المناوي‏:‏ فيه عند أحمد ابن لهيعة عن مشرح بن ماهان ولا يحتج بحديثهما عن عقبة اهـ‏.‏ لكنه يتقوى بتعدد طرقه فقد رواه أيضاً عن حبان عن سهل بن سعد ورواه البغوي في شرح السنة وغيره‏.‏

7467 - ‏(‏لو كان المؤمن في جحر ضب لقيض اللّه له من يؤذيه‏)‏ وفي رواية منافقاً يؤذيه لأن المؤمن محبوب اللّه وإذا أحبه عرضه للبلاء وذلك يتضمن ألطافاً على حسب حاله من مقامات الإيمان إما تكفير الذنوب أو ابتلاه ليظهر صبره أو لرفع درجة لا يبلغها إلا بالبلاء ويبتليه أيضاً في الدنيا بتنويع محنها لئلا يحبها ويطمئن إلى رخائها فيشق عليه الخروج منها، وخص أذيته في هذا الحديث بالمؤمن لينفره ويوحشه منهم ليؤنسه بحضرته ويقطعه إليه‏.‏

- ‏(‏طس هب عن أنس‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه أبو قتادة بن يعقوب العذري ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات‏.‏

7468 - ‏(‏لو كان المؤمن على قصبة في البحر لقيض اللّه له من يؤذيه‏)‏ ليضاعف له الأجور ويرفع له الدرجات فينبغي أن ‏[‏ص 325‏]‏ يقابل ذلك بالرضى والتسليم ويعلم أنه إنما سلط ذلك عليه لخير له إما بذنب اقترفه أو لزيادة رفعته في الآخرة‏.‏ قال في الحكم‏:‏ إنما أجرى الأذى عليك منهم لئلا تكون ساكناً إليهم أراد أن يزعجك عن كل شيء حتى لا يشغلك عنه شيء‏.‏

- ‏(‏ش عن‏)‏ لم يذكر المصنف صحابيه‏.‏

7469 - ‏(‏لو كان أسامة جارية لكسوته وحليته‏)‏ أي اتخذت له حلياً وألبسته إياه ‏(‏حتى أنفقه‏)‏ بشد الفاء وكسرها بضبط المصنف قال الحكيم‏:‏ التحلية التزين لأنه إذا زينه فقد حلاه وحسنه فذلك العضو أحلى في أعين الناظرين وقلوبهم وأفاد بالخبر أن أصل الزينة حق وإنما يفسدها الإرادة والقصد فإذا كانت الإرادة للّه فقد أقام حقاً من حقوق اللّه وإذا كان لغيره فهو وبال وضلال ثم فيه إيذان بأن التزين إنما يطلب للمرأة لإنفاقها عند زوجها ولو توقعاً وإلا فالتخلي عن التحلي أولى كما بينه بعض الممتقدمين ومنه أخذ الولي العراقي أن للولي أن يحلي محجورته بما ينفقها ويصرف على ذلك من مالها‏.‏

- ‏(‏حم ه عن عائشة‏)‏ قالت‏:‏ عثر أسامة فشج في وجهه فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ أميطي عنه الأذى فتقذرته فجعل يمص الدم ويمسحه عن وجهه ثم ذكره رمز المصنف لحسنه قال الحرالي‏:‏ هكذا على عادة الكبراء رأوا تقاعس أتباعهم عما يأمرون به من المهمات في تعاطيهم بأنفسهم تنبيهاً على أن الخطب قد فدح والأمر قد تفاقم فتساقط إليه حينئذ الأتباع كتساقط الذباب على الشراب ثم إن المصنف رمز لحسنه وهو قصور أو تقصير فقد قال الحافظ العراقي بعد ما عزاه لأحمد‏:‏ إسناده صحيح هكذا جزم‏.‏

7470 - ‏(‏لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب‏)‏ أخبر عما لم يكن لو كان فكيف يكون كما أخبر تعالى بذلك في الدين قال فيهم ‏{‏ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه‏)‏ ففيه أنهم عائدوا اللّه ورسوله على بصيرة بمواضع الحق لا لشبهة عرضت فكذا قوله لو كان بعدي إلخ ففيه إبانة عن فضل ما جعله اللّه لعمر من أوصاف الأنبياء وخلال المرسلين وقرب حاله منهم وفيه إشارة إلى أن النبوة ليست باستعداد بل يجتبى إليه من يشاء فكأن النبي صلى اللّه عليه وسلم أشار إلى أوصاف جمعت في عمر لو كانت موجبة للرسالة لكان بها نبياً، فمن أوصافه قوته في دينه وبذله نفسه وماله في إظهار الحق وإعراضه عن الدنيا مع تمكنه منها وخص عمر مع أن أبا بكر أفضل إيذاناً بأن النبوة بالاصطفاء لا بالأسباب ذكره الكلاباذي‏.‏ وقال ابن حجر‏:‏ خص عمر بالذكر لثرة ما وقع له في زمن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم من الواقعات التي نزل القرآن بها ووقع له بعده عدة إصابات‏.‏

- ‏(‏حم ت‏)‏ واستغربه ‏(‏ك‏)‏ في فضائل الصحابة ‏(‏عن عقبة بن عامر‏)‏ الجهني قال الحاكم‏:‏ صحيح وأقره الذهبي قال الحافظ العراقي‏:‏ وأما خبر الديلمي عن أبي هريرة لو لم أبعث لبعث عمر فمنكر ‏(‏طب عن عصمة‏)‏ بكسر المهملة الأولى وسكون الثانية ‏(‏ابن مالك‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف‏.‏

7471 - ‏(‏لو كان جريح الراهب فقيهاً عالماً لعلم أن إجابته دعاء أمه أولى من عبادة ربه‏)‏ وذلك أنه كان يصلي بصومعته فنادته أمه فلم يقطع صلاته لإجابتها فقالت‏:‏ اللّهم إن كان سمع ولم يجب فلا تمته حتى ينظر في عين المومسات فزنا راع بامرأة فولدت، فقيل لها‏:‏ ممن‏؟‏ قالت‏:‏ من جريح فجاؤوا ليقتلوه فضحك وقال للمولود‏:‏ من أبوك‏؟‏ فقال‏:‏ الراعي، وهو أحد الأربعة الذين تكلموا في المهد كما مر‏.‏ قال ابن حجر‏:‏ هذا إن حمل على إطلاقه أفاد جواز قطع الصلاة مطلقاً لإجابة نداء الأم نفلاً أو فرضاً وهو وجه عند الشافعية وقال النووي كغيره‏:‏ هذا محمول على أنه كان مباحاً في شرعهم والأصح ‏[‏ص 326‏]‏ أن الصلاة وإن كانت نفلاً وعلم تأذي الأصل بالترك وجبت الإجابة وإلا فلا وإن كانت فرضاً وضاق الوقت لم يجب وإلا وجبت عند إمام الحرمين وخالفه غيره عند المالكية الإجابة في النفل أفضل من التمادي وحكى الباجي اختصاصه بالأم دون الأب وفيه عظم بر الوالدين وإجابة دعائهما سيما الأم‏.‏

- ‏(‏الحسن بن سفيان‏)‏ في مسنده ‏(‏والحكيم‏)‏ في نوادره ‏(‏وابن قانع‏)‏ في معجمه ‏(‏هب‏)‏ وكذا الخطيب كلهم من طريق الليث ‏(‏عن‏)‏ شهر بن حوشب عن أبيه ‏(‏حوشب‏)‏ بفتح المهملة وسكون الواو وفتح المعجمة بن يزيد ‏(‏الفهري‏)‏ بكسر الفاء وسكون الهاء وآخره راء نسبة إلى فهر بن مالك بن النضير بن كنانة ثم قال البيهقي‏:‏ هذا إسناد مجهول اهـ‏.‏ وقال الذهبي في الصحابة‏:‏ هو مجهول اهـ‏.‏ وفيه محمد بن يونس القرشي الكريمي قال ابن عدي‏:‏ متهم بالوضع وقال ابن منده‏:‏ حديث غريب تفرد به الحكم الريان عن الليث‏.‏

7472 - ‏(‏لو كان حسن الخلق رجلاً‏)‏ يعني إنساناً ‏(‏يمشي في الناس‏)‏ أي بينهم ‏(‏لكان رجلاً صالحاً‏)‏ أي يقتدى به ويتبرك وفي إفهامه أن سوء الخلق لو كان رجلاً يمشي في الناس لكان رجل سوء يتعين تجنبه وعدم مخالطته ما أمكن‏.‏

- ‏(‏الخرائطي في‏)‏ كتاب ‏(‏مكارم الأخلاق عن عائشة‏)‏ أم المؤمنين‏.‏

7473 - ‏(‏لو كان سوء الخلق رجلاً يمشي في الناس لكان رجل سوء وإن اللّه تعالى لم يخلقني فحاشاً‏)‏ قال النووي‏:‏ الفحش التعبير عن الأمور المستقبحة بعبارة صريحة وإن كانت صحيحة والمتكلم به صادق ويكثر ذلك في نحو ألفاظ الوقاع فينبغي أن يستعمل في ذلك الكنايات ويعبر عنها بعبارة جميلة يفهم بها الغرض وبذلك جاء القرآن والسنة المكرمة فيكنى عن الجماع بالإفضاء والدخول والوقاع ولا يصرح بالنيك والجماع وعن البول والغائط بقضاء الحاجة والذهاب للخلاء ولا يصرح بالخلاء والبول وكذا ذكر العيوب كالبرص والبخر والصنان يعبر عنها بعبارات جميلة تفهم الغرض، وقس عليه‏.‏

- ‏(‏الخرائطي في‏)‏ كتاب ‏(‏مساوئ الأخلاق عن عائشة‏)‏ قال الحافظ العراقي‏:‏ ورواه ابن أبي الدنيا من رواية ابن لهيعة عن النضر عن أبي سلمة أيضاً‏.‏

7474 - ‏(‏لو كان شيء سابق القدر‏)‏ أي غالبه وقاض عليه على وجه الفرض والتقدير والواقع المقدر بكل حال ‏(‏لسبقته العين‏)‏ أي لو فرض شيء له قوة وتأثير عظيم يسبق القدر لكان العين والعين لا تسبق‏.‏